منتديات كلميمة
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات كلميمة
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات كلميمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كلميمة


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات كلميمة 5 ترحب بكم فأهلاً بك في هذا المجلس المبارك إن شاء الله ونرجوا أن تفيد وتستفيد منـا وأهم شي تسعد معانا وشكـراً

 

 إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
omar2
عضو ممتاز
عضو ممتاز
omar2


ذكر الحمل عدد المساهمات : 315
تاريخ التسجيل : 15/11/2009
العمر : 29
الموقع : www.goulmima5.yoo7.com
الهواية : le pere de goulmima

إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع   إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع Icon_minitimeالسبت نوفمبر 21, 2009 6:26 am

إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع

إن الجدل القائم حول السير الذاتية في العلوم الاجتماعيةيحول هذه الأخيرة إلى عُملة ذات وجهين : بالنسبة لعلم الاجتماع الكيفي يتحول هذاالمنهج إلى أحد معالم الطرح المعرفي الذي ينفي بصفة جذرية طروحات الوضعيين. وبالنسبة للتيارات المنحدرة من علم الاجتماع الكمي فإن هذه المناهج مشكوك فيهاأصلاً ويفضل إقصاؤها.

للمنهج البيوغرافي في إطار المقاربات المنهجية الكيفيةخصائص عدة يتميز بها عن التقنيات والوسائل الميدنية الأخرى، أهمها أنه يسمح فيالمراحل الأولية لأي بحث اجتماعي بصياغة الفروض، ويدخلنا بعمق في علم العلاقاتالاجتماعية الأولية، إذ عن طريق السيرة الذاتية يمكننا تحويل بؤرة اهتمامنا بسهولةنحو العلاقات العائلية أو نحو نموذج تشكل علاقات التنشئة الاجتماعية (الشلة، جماعةالرفاق، والحي، والجيران، والجمعيات...) أو نحو العلاقات بين رفقاء العمل (المهنيةوغير المهنية). كما أن هذا المنهج يمكننا من التحكم شبه الكلي في المتغيرات التيتفسر سلوك الفرد داخل جماعته الأولية، ويمكن ممارسة هذا التحكم ليس فقط عن طريقالترجمة الذاتية لسيرة حياة الكاتب بل يمكن تكملة ذلك بتصريحات الاشخاص المكونينلمحيطه الاجتماعي المباشر باستعمال السير الذاتية المتقاطعة. وهو يغنينا عن جلالبيانات المحتملة التي يمكن تحصيلها عن طريق الاستبيان، والمقابلة أو أي تقنيةميدانية أخرى (باستثناء الملاحظة بالمشاركة طبعاً). نظرًا للدقة والتفصيل الذينترصد بهما التجارب الحياتية، وتقييمات الفرد وتصوراته الكلية عن الكون والحياةعمومًا. هذا فضلاً عن أنه، وفي دراسات التغير الاجتماعي، تعتبر السيرة الذاتية أكثرالوسائل صلاحية لمعرفة أثر التحولات وتقويمها، وترتيبها وأهميتها في الحياة اليوميةللفرد: لجماعته الأولية ولمحيطه الاجتماعي المباشر، إن هذا المنهج يسمح لنا بالتحكمفي التصورات النظرية والكلية (ماكرو)، لأنها توفر ما يقابلها من نظرة شخصية وجزئية. وهو يظهر لنا عروضًا طولية لعوالم خاصة، وفي حين أن استعمال السير الذاتيةالمتوازية، إذا كانت ممثلة لمجتمع تحليلنا، تصلح بديلاً للاستبيان اوالمقابلات.

ومع ذلك، فليس كل شئ إيجابيًا في ممارسة المنهج البيوغرافي، بلتوجد سلسلة من السلبيات أو العيوب الناتجة أساسًا عن صعوبات تطبيق تقنية الاستبيانوجمع المعلومات وكذا عن الاستعمال اللاحق لهذه المادة. ومن أهم هذه السلبيات، أنللسيرالذاتية هدفًا واضحًا تكتب من أجله، يستوجب من الباحث التساؤل عنه، فيفترضعادة وجود مسألة نظرية ظاهرة أو مستترة يرغب إكتشافها وتحليلها وتفسيرها وفهمها. ومن المفروض كذلك أن هذه المسألة النظرية المستهدفة ليست هي الشخص المبحوث، لأنسيرته ليست إلا مجرد نموذج لشئ أعم وأهم فصاحب السيرة عادة ما يتحول إلى شخص يمثلنموذجاً: المهاجر، المدمن، المنحرف، النابغة أو السجين،... إلخ. فالأمر لا يتعلقبإعطاء معنى لحياته الشخصية بل لحياة هذا النوع من الأشخاص الذين يمثلهم. وبهذاالمعنى فإن علم الاجتماع الكمي: إستعمال الأفراد لفهم بنية المجتمع والعملياتالاجتماعية. وثمة سلبية أخرى تكمن في الصعوبة العملية، التي قد تكون أحياناً حادةجداً، في الحصول على "إخباريين" جيدين، مستعدين للتعاون ولديهم سيرة جيدة للدراسة،كما تبرز صعوبة تكملة كثير من السير الذاتية بعد الشروع فيها، وذاك إما بسبب تعبالمبحوث، أو مشاكل متعلقة بالباحث أو بأي عارض داخلي أو خارجي آخر، كما تبرز صعوبةالتحكم في المعلومات المجمعة من السير الذاتية إذا لم تدعم باستعمال الملاحظةبالمشاركة، بالسير المتقاطعة (مع بعض عناصر المحيط الاجتماعي للمبحوث)، أو علىالأقل بمعاينات تجريبية أخرى عن طريق إجراء مقابلات مع أشخاص آخرين للتحقق من صدقنقاط معينة وردت في السير الذاتية.

كما أن هناك صعوبة منهجية تتعلق بتحديدعدد السير الضروري لبناء بحث بيوغرافي ذي مصداقية علمية. فالملاحظ في الأدب المتخصص - حسب "برتو"- وجود اختلاف كبير (من سيرة واحدة إلى مئات السير)، بحيث نجد أن بعضالبحوث اعتمدت على رواية بيوغرافية واحدة (1)، تقابلها بحوث شملت عشرات السيرالمستخرجة من الوسط الاجتماعي نفسه(2). وبينهما استطلاعات اعتمدت على بعض السير فقط (3) (Bertaux, 1980, 205-206) . إن هذا الاختلاف لا يمكن حسمه (بتحديد حد عَينيّ أدنى 01, 05, 10, 20, حالة ....) لأنه من جهة مرتبط بالطبيعةالنسبية لهذا النوع من الدراسات الكيفية ومن جهة أخرى بطبيعة موضوع البحث والهدفمنه.

إن أحد المزالق الخطيرة التي قد يقع فيها بعض مستعملي هذا المنهج هوالاعتقاد بأن السيرة الذاتية تكفي وحدها، ومن ثم فهي تغنينا عن أي تحليل في العمقللمادة المجمعة ، أو على نقيض ذلك، الاعتقاد بتقصيرها في وصف الواقع ومن ثم بضرورةاستكمال الوصف شخصياً، فيتجه بعضهم إلى إعادة تشكيل الواقع الاجتماعي حسب تقديرهمالشخصي متجاوزين العرض البيوغرافي. وإذا لم يصل هذا التدخل إلى حد الإبداع فإنه قديتم عن طريق إعادة تنظيم السيرة بتغيير بنيتها، وحذف بعض الفقرات والتكرارات،والاختيار بين عدة تفسيرات للحدث نفسه، وتجميل لغتها، وتصحيح أسلوبها، والفصل فيالنقاط الغامضة والتعبيرات المشتبهة وحذف بعض الشخصيات التي تظهر لأول وهلة غيرمهمة ...الخ، وقد يقدم الباحث السير "كما هي" (وهو أمر نادر) وقد تختفي تعليقاته فيالنص النهائي، ومع ذلك فنحن نعلم أن الاسئلة غالباً ليست حيادية: فهي عادة ما تفترضإضفاء الشرعية أو اللاشرعية على ما يعرض في السير (إجازته أواستنكاره) وتقود العرضنحو أحداث وشروح متوقعة أو محبذة، إلخ. ولهذا عادة ما ينعت استعمال المنهجالبيوغرافي "بالذاتية المزدوجة": ذاتية الراوي (بأحداثها الموضوعية، الخياليةوالمزورة) وذاتية الباحث (عند تنظيمه، وتصحيحه وإخراجه للسير).

إن صبرالباحث المستعين بهذا المنهج معرض للنفاد أكثر منه في كثير من الحالات الأخرى، وذلكبسبب البطء أو التردد اللذين قد يلازمان المبحوث في مثل هذه الحالات، ومن ثم فهو قديشكل ضغطاً في غير محله على المبحوث، أو في أسوأ الحالات، توجيهاً مفرطاً له، ممايقضي نهائياً على مصداقية المنهج. ومعلوم أن هناك خلافاً كبيراً حول قضية "التوجيه"، الذي يتراوح بين "تحررية" المقاربة الإثنوغرافية، و"توجيهية" المقاربةالنفسية الاجتماعية و"نسبية" المقاربة التكاملية التي تخضع الأمر لتنوع مواضيعالبحث ومعلوماته ( عامة خاصة ) ولطبيعة مختلف مراحله ( من التمهيدية إلى الختامية ). وفي المقابل، تظهر خطورة الانبهار أو الانخداع الناتج عن الحصول على رواية جيدةللسيرة الذاتية، والتي قد تقوم بدور "الشجرة التي تمنعنا من رؤية الغابة". إذغالباً ما لا تكون القصة الجيدة هي الأصدق ولا الأكثر تمثيلاً. فإذا لم يكن الهدفالظاهر للبحث هو أصلاً تكوين سيناريو لسيرة ذاتية ، فإن المقياس الرئيس لاختيارالروايات البيوغرافية المعدة للتحليل هو توافقها مع مقياسي الصدق ( التوافق معالأهداف الموضوعية للبحث والتمثيل (التناسب مع نوع اجتماعي محدد مسبقاً). ومع ذلكيبقى مشكل مصداقية العروض الشفوية أو الكتابية للمبحوث مطروحاً بحدة, إذ كيف تتأكدمن صدقه مع العلم أنه قد يجانب الحقيقة عن قصد أو عن غير قصد، بسبب النسيان أو سوءالتقدير، مما قد يجبرنا على البحث والتحري بالرجوع إلى التحليل المنهجي والعلميلسيرة الراوي، ولخلفياته المتعددة ولدوافع روايته ومضامينها. كما تعتبر الحالةالعكسية للعنصر السابق والمتمثلة في المبالغة في إساءة الظن واتخاذ موقف نقدي مسبقمن المبحوث، أي الشك بانتظام في مصداقية أقواله، مضرة جداً: إن هذا الموقف قد يقضيعلى مشروع البحث وقد يؤدي إلى وضع مفرط في التوجيه.

ويمكن أكبر خطر قد يهدداستعمال السير الذاتية في تقديس المنهج البيوغرافي، أي الاعتقاد بأن الحصول على بعضالسير الذاتية الجيدة يضمن لنا توفير كل المعطيات الضرورية للقيام بتحليل جيد،والوصول إلى نتائج صحيحة حول مشكلة اجتماعية معينة. فلا يجب إذن المبالغة في تقديرما قد يقدمه لنا المنهج البيوغرافي بأساليبه المختلفة والاستغناء عن استعمالالمناهج الأخرى لأنه بالرغم من أهمية هذا المنهج في أقوى صوره (السير المتعددة : المتوازية والمتقاطعة) التي تتيح المقارنة، فإن بعض الباحثين - ومنهمBastide- يعتبرها صوراً خيالية "لأننا إذا كنا بصدد مجتمع تعددي منحيث المتغيرات فإن تشابه هذه الأخيرة لا يمنع وجود اختلاف بين وزن كل حالة ومعناها ( Morin 1980, 238).

وتجدر الاشارة إلى أن استخدامالسير الذاتية، الحياتية أو أي نوع من الوثائق الشخصية الأخرى وتحليلها الكيفي قديستدعي وسائل أكثر ومجهودات أكبر من المعالجات الكمية، مع عدم اختلاف النتائج التينصل إليها، فقد أثبتت إحدى أبرز الدراسات المنهجية المقارنة بين المقاربتين، قامبها "ستوفر" ( Stouffer, 1930 ) في إطار إنجازه لرسالة دكتوراهخصت دراسة اتجاهات الطلبة نحو شرب الخمر في جامعة شيكاغو، أثبتت أن المعالجةالإحصائية توفر الجهد، وأن الوثائق الشخصية تعد مضيعة للوقت لأن الاختبارات الكميةوالاستمارات النموذجية تغنينا عنها بحكم سهولة إدارتها وتحليلها وتفسيرها ( Munoz, 1992, 35-36 )، وهو ما أكدته انتقادات "بلومر" ( Blumer, 1939 ) لأعمال "توماس" و "زنانييكي" والخاصة بعدم ارتباطإطارها النظري بموادها الإمبيريقية من جهة وبضخامة حجمها ( 2250 صفحة ) وظنيةنتائجها وضعفها من جهة أخرى، ومن ثم محدودية استعمال "الوثائق الإنسانية" كمواداختبارية لأهداف علمية ( Ferrarrotti, 1980, 239-240 ).


أهم استعمالات السيرالحياتية:

من أهم أهداف الباحث الاجتماعي الذي يريد استعمالالسير الحياتية، الحصول على أحسن الظروف الملائمة لتطبيق منهج بحثه. وهو أمر ليسبالهين، لأنه يستوجب الحصول على مبحوث جيد، مندمج في المحيط الاجتماعي الذي نريدبحثه، وصاحب قصة بيوغرافية جيدة. كما يستوجب أن تكون رواية سيرته مهمة وكاملة، وهوأمر خاضع كلياً لخصائص المبحوث المختار: عقلاني وطبيعي وصريح وواضح في كلامه ويدرجفي حديثه أحداثاً لطيفة وظريفة ويتميز بالنقد الذاتي وبُعد النظر، كما يكون منتظماًومستعداً للتعاون حتى النهاية. بدون هذه المستلزمات، يكون من الصعب على الباحثالشروع في تجريب هذا النوع من الوثائق العلمية.

إن السيرة الحياتية، كماأشرنا من قبل، تعني قصة السيرة الذاتية التي يحصل عليها الباحث عن طريق المقابلاتالمتتالية، بهدف إظهار الشهادة الذاتية لشخص ما، متضمنة كل الأحداث والتقييمات التيتعني حياة الشخص نفسه. ففي مثل هذه السير يعتبر الباحث مجرد دافع أو حاث على العرض،كاتبه المسؤول عن "تنقيحه" في ما يخص تنظيم المعلومات ( التي حصل عليها في مختلفالمقابلات ) وكذا على حث المبحوث على تغطية الفراغات الإخبارية التي قد ينساها. وأما في مرحلة نشر السيرة فيمكن للباحث - حسب الظروف - إدخال "رتوش" بعدية على النصبهدف تقليصه (بحذف التكرارات مثلا ) وضبط خصائصه ومميزاته اللفظية والنحوية: علاماتالوقف، وتشخيص التأكيدات، والشكوك والصمت وكذا المميزات الصوتية والتركيبية للغةالمبحوث ... كل ذلك يعني أن نشر السيرة الحياتية يفترض توافر شروط علمية ونصيةوأخلاقية وأدبية مناسبة. ومن جهة أخرى فقد تتيح بعض الظروف الخاصة العثور على وثائقشخصية قد تكون مفيدة لتحليل مجال دراسي معين. وهو ما حدث لـ"ألبورت" ( Allport, 1965 ) في مؤلفه ( Letters from Jenny )، الذي اعتمد فيه على الرسائل الشخصية للسيدة "جيني" ( Munoz, 1992, 48 ). إن الحصول على الوثائق الشخصية (مذكرات، ورسائل، وسير ذاتية ...) مع رخصة استعمالها بغرض النشر، ليس بالأمر الهين، وبخاصة في بلداننا العربيةالإسلامية، إلا أن هذا لا ينفي وجود مذكرات، تراجم وسير ذاتية نشرت منذ عشراتالسنين ("أنا" لعباس محمود العقاد، و"مذكرات شاهد القرن" لمالك بن نبي...) ولكنهالم تستغل، حسب علمنا، من طرف علماء الاجتماع أو علماء النفس الاجتماعي. وقد تستعملالسير الحياتية بشكل فردي كدراسة حالة محددة أو بشكل جماعي في حالة السير المتعددة (المتقاطعة أو المتوازية).


السيرالذاتية بوصفها "دراسة حالة":

إن دراسة حالة واحدة قد تصلحكتحليل، في المرحلة الأولى للمشروع، لتمهيد الطريق، واقتراح فروض وللغوص بعمق فيتحليل حالة معينة. وتخضع قيمة معلومات "دراسة الحالة ودلالتها لـ"المسافة" النسبيةبين مركز الباحث وخصوصية السير المسجلة. إن القدرة الاستظهارية للعرض البيوغرافي لاتغوص بنا في أحداث محددة بل تطلعنا على لأنظمة القيمية للمجتمع وتساعدنا على فهمالحدود المقامة حول السلوك الفردي. ويتضح ذلك مثلاً من خلال العرض البيوغرافي لزوجةفلاح كوبي همشت بعد تطليقها ( Watson, 1976 ): فرغم عدم تمثيلهلمسارات معظم زوجات الفلاحين الكوبيين، فإنه يسمح بإثراء العملية التحليليةوالتفسيرية لمجتمع الفلاحين الكوبيين بعدد كبير من الفروض الجديدة والمفيدة حولالضبط الاجتماعي، والتهميش، والقيم الاجتماعية ... في مراحل لاحقة من البحث تخص هذاالمجتمع المحلي نفسه ( Munoz, 1992, 50 ).

إن دراسةالحالة الواحدة قد تستعمل بوصفها محوراً أو منتجاً للفروض، إلا أنها في أغلبالأحيان تستعمل بوصفها خطوة أولى نحو دراسة تعتمد على تراكم عدد من العروضالبيوغرافية، لكي تعطي لهذه التقنية إمكانية الوفاء بمستلزمات التمثيل التي يتطلبهاالبحث العلمي. ولكن هناك من يشذ عن هذا الاتجاه مثل عالم النفس الأميركي "ألبورت" بيوغرافية "مكتفية ذاتياً"، معبراً عن قمة هذا التوجه في عمله سابق الذكر، إن الحجةالأساسية لـ"ألبورت" تكمن في كون هدف عالم النفس الاجتماعي سيتمثل في العمل علىاكتشاف القواعد العامة أو النماذج القابلة للتعميم التي قد تتضمنها كل بيوغرافياخاصة، والتي لا يمكن استنباطها من نظريات علم النفس المتوفرة والمعتمدة على مؤشراتأو متغيرات عامة تخص الكائن الإنساني. فموقفه كان رافضاً لحتمية التنبؤ بالسلوكالإنساني انطلاقاً من افتراضات قائمة على الإحصاء والتنميط السلوكي.

هناكاستعمال آخر لـ"دراسة الحالة"، قد يظهر في المرحلة الأخيرة من البحث، وذلك عندمايتعلق الأمر بتشخيص النظرية بواسطة مادة مدعمة لنتائج العمل. ويعتبر عمل "شاو" ( Shaw 1966 ) الخاص بمسيرة مراهق منحرف من مدينة شيكاغو، أحدالنماذج الممثلة لهذا النوع من الاستعمال. وفي حقيقة الأمر فإن الاستعمال شائعكثيراً وبخاصة في مستويات أدنى من تشخيص النظريات، وهو يندرج ضمن الوظائف التدعيمية - سالفة الذكر - المثرية لنتائج البحوث الكمية.


تقنية السير الذاتية المتعددة:

لهذه التقنية استعمالان أساسيان هما: السير المتوازية والسيرالمتقاطعة. وتستعمل السير المتوازية، باعتبارها نوعاً من السير الثاتية، في دراسةالوحدات الاجتماعية الكبيرة ( الفلاحين، والحرفيين، والمتعطلين، والمتفوقين فيالمدارس، ورياضيي النخبة، والمدمنين على الخمر أو المخدرات،...) وبعد قراءة نصوصهذه السير أكثر موضوعية، لافتقارها للمكون الذاتي والقراءة الداخلية القائمة علىالدوافع والتي يحاول فيها المحلل أساساً إفهام القارئ أن تراكم عينة كبيرة من القصصالبيوغرافية يسمح بإجراء مقارنات وتصنيفات للمبحوثين، أي القيام بتعميمات تخصمجالاً معرفياً معيناً.

والباحثون الذين يستعملون المنهج البيوغرافي بوصفهشكلاً من أشكال الاستبيان العام ينطلقون من التطبيق الظاهر أو الضمني لسلسلة منالعمليات يمكن حصر أهمها تبعاً لـ"تشبانسكي" ( Szczepanski, 1978 ) و"برتو وبرتو" ( Bertaux & Bertaux , 1980 ) فيست عمليات: التحليل النمطي، وتحليل المضمون، ومنهج التمثيل أو النمذجة، والمنهجالبنائي، ومنهج التشبع المعلوماتي والمنهج الإحصائي ( Munoz, 1992, 52-55 ). ويتمثل التحليل النمطي في تقديم أنواع محددة من الشخصيات وأنماطسلوكية تبرز من خلال دراسة مجموعات عدة. إن مادة السير الذاتية تخضع للتوزيع حسبمختلف الأصناف ولترتيب نوعي تصنيفي للواقع الموصوف ( مختلف مراحل تعلم الحرف،والأجيال المختلفة من المتعطلين ... ). أما تحليل المضمون فيتمثل في تطبيق المناهجالمشتقة من التحليل الصحفي والدعائي على المواد البيوغرافية. وهي تقنية جديةلمعاينة مواقف المبحوثين واتجاهاتهم، إذ يمكن القيام بمعالجة إحصائية لهذا التحليللتوفير قراءة أوضح لبعض العوامل التي قد تكون مهمة بالنسبة لتحليلنا للسير الذاتية. ويتمثل منهج التمثيل أو النمذجة، أساساً، في وضع بعض الفروض بوساطة أمثلة مختارةمستخرجة من سلسلة من قصص السير الذاتية، أي محاولة الباحث تأكيد موقفه النظريالشخصي عن طريق القصص البيوغرافية. وبديهي ان تكون القيمة العلمية لهذا النوع منالبناء، في الغالب، متواضعة ويعاب عليها بعض التصنع والنقص الواضح في العناصرالنقدية، وذلك بالرغم من إمكانية أن تكون الفروض النظرية المصاغة بهذه الطريقةمناسبة جداً. وفي المقابل، نجد أن المنهج البنائي يتمثل في دراسة أكبر عدد ممكن منالسير الذاتية انطلاقا من إشكالية محددة بوضوح، معتمداً في معالجتها على مرجعيةنظرية واضحة. وفي هذا الاطار، فإن الوصف الوارد في هذه السير يتحول إلى "مسارات" مشكلة للصورة العامة للظواهر المدروسة. وهنا يقوم حدس الباحث وبديهته بدور توجيهيأساسي في اختيار الخصائص الإمبيريقية المدعمة للفروض المصاغة مسبقاً وكذا في صياغةفروض جديدة مستقرأة مما استجد بوضوح من السير الذاتية. إن هذا المنهج، بخلاف سابقه،يقيم علاقة جدلية بين المسلمات النظرية القبلية والوقائع الواردة في السير الذاتية. أما منهج التشبع المعلوماتي فيتمثل أساساً في التجميع التراكمي لسير ذاتية متعلقةبأفراد ينتمون للقطاع نفسه (المهني، التعليمي ..)، بحيث نقوم تباعا بمقارنة كل سيرةبالتي تليها مستخرجين كل العناصر المتطابقة، ولا نتوقف حتى نستنفذ العناصر البنائيةالجديدة (بعد شعورنا بأننا لن نتعلم أي شئ جديد متعلق بموضوع البحث): أي أن الهدفمن العملية يكمن في بناء سيرة واحدة انطلاقاً من سير عدة، مختلفة،آخذين بعينالاعتبار التنويع الاقصى للمبحوثين، وأن عملية التشبع لا تتم على مستوى الملاحظةبقدر ما تتم على مستوى تمثيلها لما يتضح تدريجياً عند الباحث من مختلف محاور موضوعبحثه.

وتعتبر عملية التشبع هذه ضماناً تقريبياً للمصداقية العلمية لخطوةملاحظة الانتظامات الإمبيريقية عند وضع الملامح البنائية للسير، في حين أن المنهجالإحصائي قد يستعمل بغية تحليل دقيق للعلاقة بين بعض الخصائص الاجتماعية، والثقافيةوالنفسية للمبحوثين ومواقفهم، وسلوكهم أو توقعاتهم، كما قد يستعمل للربط بين بعضخصوصيات الأفراد ومحيطهم الاجتماعي. ومن أهم مزايا هذه العملية الإحصائية، أكثر منغيرها، لمصداقية العملية التحليلية، وذلك بتقليلها من العوامل الذاتية والقيمية. ومع ذلك فلا يمكن تبرير اللجوء إلى السير الذاتية للاقتصار على التحليل الإحصائيفقط، إلا إذا كان الهدف معالجة مشاكل محددة. إن الشائع هو استعمال هذا المنهجمكملاً للمنهج البنائي أو تحليل المضمون.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذهالمقاربات المنهجية ليست متعارضة بل قد تكون متكاملة، فالتحليل النمطي عادة مايستعمل في المرحلة التمهيدية من البحث لتصنيف مختلف المجموعات ضمن المساراتالبيوغرافية وانطلاقا من أي متغير مناسب للفروض النظرية. كما يمكن التأكد لاحقًا منأن العلاقة بين المتغيرات تختلف من مجموعة لأخرى، مما قد يؤدي بنا إلى تعديل أوإثراء فروض في اتجاه إتقان الصياغة المناسبة لكل مجموعة من المتغيرات، فتكون بذلكقد استعملنا مقاربتين منهجيتين أو أكثر (النمطية ، التمثيلية وأو البنائية ). وقديعتبر تحليل المضمون بديلاً صورياً في حين يعتبر المنهج البنائي أو التمثيلي أكثرانفتاحاً لاعتمادهما أكثر على بديهة الباحث ومهارته، ولكنهما يتميزان بالسرعةوالمباشرة مقابل المستوى الأعلى من المصداقية التي يتميز بها تحليل المضمون. ولذا،فقد يكون المنهج البنائي أكثر إفادة عندما يستعمل من طرف باحثين متمرسين وذوي معرفةكبيرة بكل من السير المعروضة والمشاكل النظرية المرتبطة بتحليلها.

يبقى أننشير إلى أنه قد يلجأ إلى استعمال السير المتوازية كمقاربة تكميلية في بحث ما. وفيهذه الحالة تكون فائدتها مزدوجة... فهي تستعمل من جهة في مرحلة الفروض، ومن جهةأخرى "بوصقه مراقباً كيفياً" في الدراسات الكمية عندما تقارن هذه السير بالنتائجالمتحصل عليها بالطرق الصورية والكمية. كما أنها مفيدة جداً بوصفها وسيلة تمثيليةأو تشخيصية لكتابة التقارير النهائية للبحوث بغية تجنب الخطاب التجريدي للمحللوإعطاء "قوة إضافية" للحجج والبراهين المقدمة. أما منهج السير المتقاطعة، فإنهيندرج ضمن رغبة تحقيق نظرة كلية ومصداقية علمية أكبر. ويمكن العمل على تحقيق هذينالهدفين عبر عملية استقصائية تأخذ بعين الاعتبار نسبية العروض الشخصية بمقارنة كلواحد منها بعروض أخرى، من داخل الوسط الاجتماعي نفسه. فلا يكتفي، مثلاً، بعرض شخصيهام حول مسيرة مهنية لعامل ما بل يقارن عرضه بعروض زوجته وولده الذي قد يكون يمارسالمهنة نفسها ( هنا متغيرا الجنس والجيل وقد يكون غيرهما في حالات أخرى ): فالعرضالأول يقدم الهيكل الأصلي في حين يقدم العرضان الأخران الانسجام، والرأي الآخر،والتميز ... فيثريان العرض الاول، ويبرزان العناصر الواقعية والتصورات الشخصية،لنحصل في الأخير على سيرة ذات مراكز متعددة تتميز بعمق أبعد وموضوعية أكبر، وذلك فيشكل تركيب بيوغرافي لا يعبر فقط عن شهادة حياتية مهنية بل عن توجه شبه واقعي وعميقلقطاع مهني واجتماعي بكامله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إيجابيات استعمال السير الذاتية وسلبياته : علم الاجتماع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استعمال السواك لنظافة الفم وصحته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كلميمة :: المنتديات التعليمية :: السلك الثانوي التأهيلي-
انتقل الى: